-د.عـائض القـرني-
لا تحزْن لأن القضاء مفروغٌ منه، والمقدور واقعٌ، والأقلام جفتْ، والصحف طُوِيَتْ والأجرُ حاصلٌ، والذنب مغفورٌ
في الدنيا جنَّةٌ من لم يدخلْها لم يدخلْ جنة الآخرةِ, وهي ذكرُه سبحانه وطاعتُه وحبُّه والأنسُ به والشوقُ إليه
رضي الله عنهم لأنهم أطاعوا أمره واجتُنبوا نهيه ورضوا عنه؛ لأنه أعطاهم ما أمِلُوا، وآمنهم مما خافُوا
كيف يخزنُ من عندَه ربٌّ يقدرُ ويغفرُ ويسترُ ويرزقُ ويرىُ ويسمعُ، وبيدِهِ مقاليدُ الأمورِ
الرحمةُ واسعةٌ والبابُ مفتوحٌ، والعفوُ ممنوحٌ، وعطاؤُه يغدو ويروحُ، والتوبةُ مقبولةٌ، وحلمه كبيرٌ
*******
أحسِن العمل وقصِّرِ الأمَلَ، وانتظرِ الأجل، وعش يومك، وأقبلْ على شأنِك واعرفْ زمانَك واحفظْ لسانَك
لا أَفْيَدَ من كتابٍ، ولا أَوْعَظَ من قبرٍ، ولا أَسْأَمَ من معصيةٍ، ولا أَشْرَفَ من زهدٍ، ولا أغْنى من قناعةٍ
بقدر همتك وجدِّك ومثابرتِك يُكتبُ تاريخُك، والمجدُ لا يُعطى جزافاً وإنما يؤخذ بجدارةٍ ويُنالُ بتضحيةٍ
هوّن الأمر يَهُنْ، واجعلِ الهمَّ همَّ الآخرةِ فحسبُ، وتهيأ للقاءِ اللهِ تعالى، واتركِ الفضولَ من كل شيءٍ
فضولُ المباحاتِ من المزعجاتِ كفضولِ الكلامِ والطعامِ والمنامِ والخلطةِ والضحكِ, وهي سببُ الغمِّ
*******
لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ.. فلا تذوبوا حسرةً ونَدماً, ولا تهلكوا بكاءً وأسفاً, ولا تنقطعوا عويلاً وتسخُّطاً
حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يكفيكم اللهُ فيسددكم ويرعاكم ويدفع عنكم ويحميكم فلا تخافون
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا يدفع عنهم الأعداء, يعافيهم من البلاءِ, ويشافيهم من الداءِ, يحفظُهم في البأساءِ والضراءِ
لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا يرانا, يسمع كلامَنا, ينصرُنا على عدوِنا, ييسرُ لنا ما أهمَّنا, يكشفُ عنا ما أغمَّنا
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ أما جعلناه فسيحاً وسيعاً مبتهجاً مسروراً ساكناً مطمئناً فرِحاً معموراً
*******
وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ فنحن نكفيك مكرهم, ونصدُّ عنْك كيدهم, ونردُّ عنك أذاهم.. فلا تضِقْ ذرْعاً
وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وأنتم الأعلون عقيدةٌ وشريعةٌ, والأعلون منهجاً وسيرةً, والأعلون سنداً ومبدأً, وأخلاقاً وسلوكاً
إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ يعفو عن المذنبِ, يقبلُ التوبة, يقيلُ العثرة, يمحو الزلة, يستر الخطيئة, يتوبُ على التائب
وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ فإن فرجهٌ قريب, ولطفهُ عاجلٌ, وتيسيرهُ حاصلٌ, وكرمُه واسع, وفضله عامٌ
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ يُشافي ويُعافي وَيُجتِبي ويختار, ويحفظُ ويتولى, ويسترُ ويغفرُ, ويحلمُ ويتكرمُ
*******
فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً يحفظ الغائب, يرد الغريبَ, يهدي الضالَ, يعافي المبتلى, يشفي المريضَ, يكشفُ الكربِ
وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا فوِّضوا الأمر إليه, وأعيدوا الشأن إليه, واشكوا الحال عليه, ارضوا بكفايته, اطمئنوا لرعايته
فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ فيفتح الأقفال, ويكشف الكُرَبَ الثقال, ويزيل الليالي الطوال, ويشرح البالَ, ويصلح الحالَ
لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً فيذهب غمّاً ويطرُد هَمّاً ويزيلُ حزناً ويسهل أمراً ويُقرِّبُ بعيداً
كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ يكشفُ كرْباً ويغفرُ ذنباً ويعطي رِزْقاً ويشفي مريضاً ويعافي مبتلًى، ويفكُّ مأسوراً، ويجبرُ كسيراً