الدعاء وقت هطول المطر...
المجيب د. يوسف بن أحمد القاسم
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
التاريخ 10/8/1424هـ
الـسؤال
هل وقت نزول المطر يعتبر موطناً من مواطن استجابة الدعاء، بناءً على حديث الحاكم وابن حبان؟
الــجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فقد ذكر غير واحد من أهل العلم، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (27/129) :"أن نزول المطر من
مواطن إجابة الدعاء
استدلالاً بالأحاديث الواردة في ذلك ومنها:
ما أخرجه الحاكم في مستدركه (2/124) عن سهل بن سعد –رضي الله عنه-
قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"ثنتان لا تردان:
الدعاء عند النداء
أو عند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً
وتحت المطر"
ثم قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"أ.هـ،
وللحديث شواهد، منها:
ما روي عنه –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"اطلبوا إجابة الدعاء
عند التقاء الجيوش
وإقامة الصلاة
ونـزول المطر"
وقد حسنه الألباني بشواهده في سلسلته الصحيحة (1469)
والله تعالى أعلم
والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
***
من الادعية :
دعاء الرعد :
"سبحان الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته".
الدعاء إذا رأى المطر
" اللهم صيباً نافعاً ".
الذكر بعد نزول المطر
"مطرنا بفضل الله و رحمته ".
مايقول إذا كثر المطر وخيف منه الضرر
" اللهم حوالينا ولاعلينا ، اللهم على الآكامِ والظرابِ وبُطون الأودية ، ومنابت الشجر ".
دعاء الريح
" اللهم إني أسألك خيرها ، و أعوذ بك من شرها ".
" اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به و أعوذ بك من شرها ، وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به ".
واخيــــــــــرا:
التوبة لها أثر عظيم في نزول المطر:
قال تعالى حكاية عن نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً" [نوح:10-12]،
وقال تعالى حكاية عن هود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" [هود:52]
قال ابن قدامة –رحمه الله تعالى-: "إن المعاصي سبب الجدب والطاقة تكون سببا للبركات،
قال الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ" [الأعراف:96] المغني (2/148).
وقال العباس لما استسقى به عمر –رضي الله عنهما- عام الرمادة: اللهم إنه لم ينـزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة،
وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث.
فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس.
انظر: فتح الباري 2/497، ونيل الأوطار (4/32) والاستيعاب (2/814).