بسم الله الرحمن الرحيم
قصة يأجوج ومأجوج جزء من قصة ذي القرنين تجدها على الرابط التالي
http://www.heewar.com/showthread.php?t=81183يأجوج و مأجوج قوم ظهروا في أول الزمان عند بداية الحضارة الإنسانية كما ذكرت سورة الكهف عند قصة ذي القرنين ورغم ذلك نجدهم يظهرون في آخر الزمان في سورة الأنبياء يقول الله تعالى "حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ {96} وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ "{97} الأنبياء يكفي أن نضع هاتان الآيتان بجانب ما ذكر عن القوم في قصة ذي القرنين فيتضح أنهم اخترقوا الزمان ، وإن كان اختراق الزمان في هذا العصر مجرد خيال فقد كان قبل هذا العصر لا يخطر على قلب بشر ولذلك جاءت القصة رمزية في القرآن والسنة فوصول يأجوج و مأجوج في العلم إلى اختراق الزمان عبارة عما وصفه الرسول صلى الله عليه و سلم من نقبهم لردم ذي القرنين
الرسول يصف الحفر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يأجوج ومأجوج يحفران كل يوم حتى إذا شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا شعاع الشمس قال ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله تعالى فاستثنوا فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فيرجع عليها الدم الذي أحفظ فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله تعالى عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم " أخرجه ابن ماجة في السنن .
الرسول صلى الله عليه و سلم وصف الحفر كما بين علة نجاحهم فيه وهو معرفتهم لعدم جدوى العمل بدون المشيئة الإلهية
الرسول يصف اللقاء
اللقاء بين البدائيين والمستقبليين علامة كبرى من علامات الساعة وصفه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث جبريل الشهير سأله جبريل " فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أماراتها قال أن تلد الأمة ربتها و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ... " رواه مسلم فولادة الأمة لربتها مثال مطابق تماما لما نصفه هنا .
الخيال العلمي
ماذا نفهم من هذا الكلام ؟ إنه في عصر من العصور البدائية كانت هناك فرجة يخرج منها قوم يأجوج و مأجوج وهم قوم من الزمن المستقبل يخرجون إلى القوم البدائيين وهذا ما يكتب عنه هذه الأيام كتاب الخيال العلمي إنطلاقا من نظرية علمية ثبت صدقها إلى حد بعيد وهي نظرية النسبية فهل هذه نبوءة من القرآن الكريم بتحقق هذا الخيال في المستقبل ؟ هذا ما يبدو .
ولكن القرآن الكريم لا يتوقف عند هذا الحد فيكتفي بالتنبأ فقط بل يدخل بنا الى صلب القضية قضية السفر عبر الزمن فيبين كيف تتم وكيف يتم قهر المسافر هذا .
الفطرة تغلب العلم
ونفهم من الآيات أن هناك نوعان للقدرة البشرية النوع الأول متمثلا في قدرة يأجوج و مأجوج التي هي نتاج لتقدم الإنسان في العلم عبر العصور حتى يصل إلى فهم طبيعة الزمن ومن ثم السفر عبره إلى الماضي . والنوع الآخر من القدرة البشرية متمثلا في قدرة البدائيين التي هي جبلية فطرية " فطرة الله التي فطر الناس عليها " التي جاء الإسلام لاستخراجها وتنفيض ما تراكم عليها وهذه القدرة هي التي تصدت لقدرة يأجوج و مأجوج على اختراق الزمن واعتبرت محاولاتهم لتغيير هذه الفطرة الإنسانية إفساد في الأرض . فإنك إن تدبرت لماذا يذهب المتحضرون إلى الزمن الماضي ؟ فستجد أنهم ولا بد يريدون أن يبدلوا الفطرة الإنسانية بأن يأتوا بعلومهم و تقنياتهم واضعين نصب أعينهم هذا القانون : بدأت الإنسانية في العلوم من الصفر فوصلت الى ما وصلت إليه من اكتشافات و اختراعات بسبب ترتب العلوم بعضها على بعض فلو بدأت الإنسانية بقمة العلوم فبالتأكيد سوف تصل في المستقبل لعلوم أوسع و إدراك أعمق ووعي أشمل سوف يصل الى زمان يأجوج و مأجوج فيستفيدون بذلك .
تذكر الآيات ملامح هذه الفطرة فنجد أن الإنتماء الى البشرية ورعاية مصالحها مركوز في الفطرة السليمة حتى و إن فقدت الذكاء وفقه الأقوال فالفساد الذي أحزنهم كما يدل تعبيرهم " إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض " فساد عام وليس فساد لأحوالهم خاصة .
كما نجد عندهم القدرة التي إحتاجها ذو القرنين لردم باب كان بين السدين ذلك أن القدرة أيضا مذخورة في الفطرة الإنسانية وليست صفة طارئة عليها ولكنها تحتاج الى قائد خبير لكي يظهرها وهؤلاء القوم مثل على ذلك وإن كان لها طريق آخر وهو تعلم العلوم و يأجوج و مأجوج مثل عليه وكانت النتيجة أن الإنسان البدائي هو الذي وضع هذا الردم وحال بين المستقبليين وبين إختراقهم لحاجز الزمان بترتيبهم للقضايا العلمية وتشكيل العقل البشري بحيث لا يستطيع فهم الحقائق إلا بشكل تسلسلي كما سوف تشرح الآيات .
قال ذو القرنين " مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا {95}"
حقيقة الردم
قال ذو القرنين " آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا {96} فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {97}
إن السدين الذين ردم ذو القرنين بينهما سدود فكرية فلا بد أن يكون الردم بينهما أيضا ردم فكري وقد جاءت الآيات بهذه الأسماء المادية لسببين أولهما أن القصة في مجملها كان لابد وأن تأتي بالصيغة الرمزية ثانيهما أن الأفكار التي بني بها الردم لابد وأن تظل سرا الى الميقات والترميز و الإشارة مليء بها القرآن الكريم ومما يدل على أنه نهج قرآني الحروف المقطعة في أوائل السور ، والسبب في ورود القصة رمزية هكذا أنها تتناول التاريخ الإنساني كله والشرح غير مناسب في موضوع طويل هكذا مليء بالأحداث والأسرار التي يجب الإشارة إليها دون التصريح بها.
مكونات الردم
مكونات الردم قطع الحديد والنحاس تشكلان سبيكة متوسطة الصلابة بين الحديد والنحاس وعند انحلالها بالحرارة ينحل النحاس عن الحديد أولا فيظهر الهيكل الحديدي ويمكنك أن ترى من خلاله ما كان الردم يستره
وهذا تشبيه صادق للعلوم فالعلوم والأفكار الى الحقيقة الكلية حقيقة الكون والأشياء مرتبة بعضها على بعض وما لا يمكنك فهمه إنما لأن هناك حقائق مبني عليها لم تفهمها أولا "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ {101} قَدْ
سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ {102}" المائدة.
هيئة السدين
إن السدين يشكلان حلقة تحيط بالإنسان من الأمام ومن الخلف أعني ماضيه وحاضره ذلك يظهر من وصف الموضع الذي ردمه ذو القرنين فإنه كان بين نهايتي السدين فكأن المنطقة الزمنية بين السدين ملتفة أولها على آخرها لتشكل حلقة .
حبس يأجوج ومأجوج
وهكذا حبست يأجوج ومأجوج وراء الردم بين السدين فالفرجة بين السدين قد ردمت بردم صلب أملس عال " فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {97}" فالمتعجل إذا أراد إعتلاء قمة العلم لايستطيع لعدم الأرضية الثابتة التي تحمله والمتأني أيضا لايستطيع على مر السنون إلا أن يشاء الله وهذا أمر له ميقات.
" قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا {98} " إن زوال هذا الردم له ميقات وهو وعد من الله الذي يقول عن هذا اليوم " وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا " على اختلاف أزمانهم ، يتركهم ليموج بعضهم في بعض كأمواج البحر.
إن حجة القرآن قائمة الى يوم القيامة والله أكبر
للمزيد الرابط التالي:
http://www.heewar.com/showthread.php?t=81159